الشيخ ربيع : نصيحة وديّة إلى أبناء الأمة الإسلاميّة وحملة الدعوة السلفيّ

بواسطة أٌم مالك يوم السبت، 26 أبريل 2014 القسم :


الشيخ ربيع : نصيحة وديّة إلى أبناء الأمة الإسلاميّة وحملة الدعوة السلفيّة
15 مارس 2014
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .. أما بعد: فإنا معشر أمة الإسلام قد ميزنا الله على سائر الأمم بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: من الآية110)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
وكلفنا ربنا أن نكون قوامين بالقسط، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالـِدَيْنِ وَاْلأقْرَبِينَ)(النساء: من الآية135)الآية.
وأمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2). وأمر بالجهاد نشراً للدين وذباً عنه؛ الجهاد بالسيف والسنان ، وأمرنا بالجهاد بالبيان والحجة والبرهان وهو جهاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وأمر بالصدق وتحريه ونهانا عن الكذب وتحريه قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) . وحذرنا من الظن الكاذب فقال عليه الصلاة والسلام: (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)).
وأمرنا بالأخوة والحرص على التآخي قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن. وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله : التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم.
وأمرنا بالنصيحة قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (( الدين النصيحة فقلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )).
وأمرنا بنصر المظلوم والظالم ، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال تحجـزه، أو تمنعـه، من الظلم فإن ذلك نصره )) رواه البخاري.
وأخبرنا أن الظلم ظلمات يوم القيامة قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)(النساء:40)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) .وحرم الغلو في الدين قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ )(النساء: من الآية171)؛ وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : ((إياكم والغلو فإنه أهلك من كان قبلكم غلوهم في دينهم)) وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم- : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم .. )) الحديث.
وحرم التعصب فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((.. ومن قتل تحت راية عمية يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية )) الحديث رواه مسلمقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (المجموع 28/16): “وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا موالياً ومن خالفهم عدواً باغياً . بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله ، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً؟ قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)”.
هذه الأمور والمزايا العظيمة والمبادئ القويمة يجب أن تقوم بها هذه الأمة وأن ترعاها حق رعايتها أفراداً ومجتمعات وشعوباً وحكاماً، وخاصة العلماء وطلاب العلم، وبالأخص المنتسبون إلى السنة والجماعة. وإن في تجاوزها أو تجاوز شيء منها فساد عظيم في الدنيا والدين يؤدي إلى طمس هذه المعالم العظيمة وفي ذلك شر خطير وفساد عظيم.
ومما لا يشك فيه عاقل أنه قد حصلت تجاوزات عظيمة وظلم وخيم شديد لمن يقول كلمة الحق، فيرد ما معه من الحق مع تحقيره وإهانته، وهذا شيء بغيض منكر لو صدر من كافر فكيف من مسلم.
فعلى الأمة وخاصة شبابها الذين هم عمادها أن يحترموا الحق ويعظموه، وأن يحتقروا الباطل ويقمعوا أهله كائنين من كانوا، وبذلك يعزهم الله ويكرمهم ويعلي شأنهم ، وفي العكس بلاء وضلال وفتن وسخط من الله وعقوبات في الدنيا والآخرة، ومن هذه العقوبات تسليط الأعداء عليهم حتى يرجعوا إلى دينهم الحق، ويلتزموا به حق الالتزام وفق الله الجميع لما يرضيه.

فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.


إقرأ البقية
   
                                  بسم الله الرحمن الرحيم
قالت الأخت الفاضلة سكينة بنت محمد ناصر الدين الألباني وفقها الله تعالى لكل خير في مدونتها [تمام المِنَّــة]:
الحمدُ لله المُحسِن المنّان، والصَّلاة والسَّلامُ على المبعوث رحمةً لِلإنس والجانّ، وعلىٰ آله وصحبه ومَنِ اتَّبعهم بإحسان.
أما بعد ..
فهٰذه رسالةٌ جمعتْ فتاوىٰ أبي ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ في مسألةِ خروج المرأة للدَّعوة، مضمومٌ إليها فتاوىٰ بعضِ إخوتِه مِن علماءِ عصرنا، جزاهم الله خيرًا جميعًا.
غلاف 1.JPG

 الجمعة 9/ربيع الأول/1435هـ

ــــــــــــــــ
إقرأ البقية

الدرس الرابع للاصول الثلاث

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :
                                 بسم الله الرحمن الرحيم



-ما هي الحكمة من إرسال الرسل؟

ج:إن الله عز وجل أرسل إلينا معشر هذه الأمة -أمة محمد صلى الله عليه وسلم- رسولاً: يتلو علينا آيات ربنا ، ويزكينا ، ويعلمنا الكتاب والحكمة ، كما أرسل إلى من قبلنا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير﴾[سورة فاطر ، الآية : 24] ولا بد أن يرسل إلى الخلق لتقوم عليهم الحجة وليعبدوا الله بما يحبه ويرضاه قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ {سورة النساء، الآيات: 63-165}.

32-طاعة الرسول من طاعة الله تعالى اذكر دليلا من القرآن والسنة على ذلك؟


ج:الدليل من القرآن: قوله تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾.

الدليل من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: »كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى, فقيل : ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار» رواه البخاري.

33-قال تعالى:﴿وأن المساجد لله ﴾ما المراد بالمساجد في هذه الآية؟ولماذا عبر بالمساجد؟


ج:المراد بالمساجد هنا الصلاة؛ لأن السجود من جملة أركانها, وعبر بالمساجد؛ لأنها المكان الذي تقام فيه العبادة لله تعالى.

34-اذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على خطر الشرك بالله تعالى؟


ج:قال الله عز وجل: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ {سورة النساء ، الآية : 48} وقال تعالى: ﴿ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ {سورة المائدة، الآية: 72} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار»رواه البخاري ومسلم.

35-ما هو أوثق عرى الإيمان؟مع الدليل؟


ج:أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله » حسن بمجموع طرقه[السلسلة الصحيحة للألباني برقم 1728]

36-ما معنى الولاء؟ وما معنى البراء؟ مع ذكر الأدلة؟


ج:الولاء: هو النصرة والمحبة والإكرام والاحترام . ولا تكون إلا للمؤمنين.

والبراء: هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار.

قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾{سورة المجادلة، الآية: 22},وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ {سورة المائدة، الآية: 51} وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ {سورة المائدة، الآية: 57}, وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[سورة التوبة:23]

37-بماذا تكون موالاة الكفار؟


ج:موالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال ، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي: يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله ، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.

38-عرف ما يلي؟ 1-الرشد 2- الطاعة 3- الحنيفية؟


ج:1-الرشد : الاستقامة عن طريق الحق.

2- الطاعة: موافقة المراد فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور .

3- الحنيفية: هي الملة المائلة عن الشرك ، المبنية على الإخلاص لله عز وجل .

39-من هو خليل الرحمن مع الدليل؟ وما معنى الخلة؟


ج:
هو نبي الله إبراهيم عليه السلام دليل ذلك قوله تعالى: ﴿ واتخذ إبراهيم خليلا﴾ {سورة النساء، الآية: 125}

والخلة: هي أعلى مراتب المحبة.

40-عرف العبادة بالمفهوم العام؟ والمفهوم الخاص؟


ج:العبادة بمفهومها العام هي: "التذلل لله محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه
".

أما المفهوم الخاص للعبادة-يعين تفصيلها- فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "العبادة أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف ، والخشية ، والتوكل والصلاة والزكاة ، والصيام وغير ذلك من شرائع الإسلام.

إقرأ البقية

حكم قول بعض الناس " الزمن غدَّار

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :
حكم قول بعض الناس " الزمن غدَّار "

سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه العبارات : " هذا زمان أقشر " ، أو " الزمن غدار " ، أو " يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه " ؟

فأجاب : "هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين :
 
الوجه الأول : أن تكون سبا وقدحا في الزمن : فهذا حرام ولا يجوز ؛ لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل ، فمن سبه فقد سب الله ، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي : (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) .

والوجه الثاني : أن يقولها على سبيل الإخبار : فهذا لا بأس به ، ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام : (وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) أي شديد ، وكل الناس يقولون : هذا يوم شديد . وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور ، وليس فيه شيء .

وأما قول : "هذا الزمن غدار" فهذا سب ؛ لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز .

وقول : "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه" إذا قصد يا خيبتي أنا ، فهذا لا بأس فيه ، وليس سبا للدهر ، وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز" انتهى .

مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/198) .
إقرأ البقية

حكم قطع الصلاة عند بكاء الطفل

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :

15 مارس 2014
إقرأ البقية
                     بسم الله الرحمن الرحيم

من السنن المتروكة في هذه الأيام الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء.!
     
عَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ،‏ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ صلى الله عليه وسلم‏ ‏دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، ‏ قَالَ ‏ ‏جَابِرٌ: ‏ "‏فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلَّا ‏ ‏تَوَخَّيْتُ ‏ ‏تِلْكَ السَّاعَةَ ‏ ‏فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ".
رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وقال الهيثمي رجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد وفي صحيح الترغيب .


قال الإمام الألباني رحمه الله مجيباً :
لولا أَنَّ الصحابي رضي الله عنه أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة، لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم. لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية. انتهى كلامه حفظه الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" ( 1 / 433): وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرّون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرّى الدعاء في المكان بل في الزمان.


وقال البيهقي في "شعب الإيمان" ( 2 / 46):
ويتحرّى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء
والله اعلم
إقرأ البقية

الدرس الثالث للاصول الثلاث

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :


                                 بسم الله الرحمن الرحيم
-عرف الصبر؟ واذكر أقسامه؟

ج: هو:حبس النفس على طاعة الله ، وحبسها عن معصية الله ، وحبسها عن التسخط من أقدار الله.

أقسامه ثلاثة:1- صبر على الطاعة 2- صبر عن محارم الله 3- صبر على أقدار الله.

22-جهاد النفس على مراتب اذكرها؟مع ذكر الدليل على هذه المراتب؟


ج: قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : جهاد النفس أربع مراتب:

إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله الله.

فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين والدليل قوله تعالى:﴿ و العصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾.


23-ماذا تعرف عن الإمام الشافعي؟


ج: الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي ، ولد في غزة سنة 150 هـ وتوفي بمصر سنة 204 هـ وهو أحد الأئمة الأربعة على الجميع رحمة الله تعالى .

24-ما مراد الشافعي في قوله في سورة العصر(لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)؟


ج:مراده رحمه الله أن هذه السورة كافية للخلق في الحث على التمسك بدين الله بالإيمان ، والعمل الصالح ، والدعوة إلى الله، والصبر على ذلك، وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة؛لأن العاقل البصير إذا سمع هذه السورة أو قرأها فلا بد أن يسعى إلى تخليص نفسه من الخسران وذلك باتصافه بهذه الصفات الأربع: الإيمان، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .

25-ماذا تعرف عن الإمام البخاري رحمه الله؟


ج: هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ولد ببخارى في شوال سنة أربعة وتسعين ومائة ونشأ يتيماً في حجر والدته ، وتوفي رحمه الله في خرتنك بلدة على فرسخين من سمرقند ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.

26-من أين استنبط الإمام البخاري رحمه الله قوله: باب العلم قبل القول والعمل؟

ج: من قوله تعالى: ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك﴾[سورة محمد ، الآية: 19] ، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

27-اذكر دليل سمعي ودليل عقلي على أن الله خلقنا؟


ج: الدليل السمعي قوله عز وجل:﴿ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ﴾ [سورة الأنعام، الآية: 2], وقوله: ﴿ ولقد خلقنكم ثم صورناكم﴾[سورة الأعراف ، الآية: 11] الآية

أما الدليل العقلي على أن الله خلقنا فقد جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى: ﴿أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون﴾ [سورة الطور، الآية: 35] فإن الإنسان لم يخلق نفسه؛ لأنه قبل وجوده عدم, والعدم ليس بشيء وما ليس بشيء لا يوجد شيئاً ، ولم يخلقه أبوه ولا أمه ولا أحد من الخلق، ولم يكن ليأتي صدفة بدون موجد؛ لأن كل حادث لا بد له من محدث ؛ ولأن وجود هذه المخلوقات على هذا النظام والتناسق المتآلف يمنع منعاً باتاً أن يكون صدفة. إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره ، فتعين بهذا أن يكون الخالق هو الله وحده فلا خالق ولا آمر إلا الله.

28-هل أنكر أحد من الخلق ربوبية الله تعالى؟


ج: لم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه وتعالى إلا على وجه المكابرة كما حصل من فرعون.

29-اذكر دليل سمعي وعقلي على أن الله رزقنا؟


ج: الدليل السمعي:قوله تعالى:﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾ [سورة الذاريات، الآية: 58] وقال تعالى: ﴿ قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله﴾[سورة سبأ، الآية: 24].

الدليل العقلي: هو أننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، والطعام والشراب خلقه الله عز وجل كما قال الله تعالى: ﴿ أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) [سورة الواقعة ، الآيات : 63-70] ففي هذه الآيات بيان إن رزقنا طعاماً وشراباً من عند الله عز وجل.

30-خلق الإنسان لحكمة عظيمة اذكر دليلا على ذلك؟


ج: إن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته ولم يتركه هملاً دليل ذلك قوله تعالى: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو﴾[سورة المؤمنين، الآيتين: 115-116]
وأما العقل : فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل بل هو عبث محض ، ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل عليهم الصلاة والسلام ثم تكون النتيجة لا شيء ، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.






إقرأ البقية

الدرس الثاني للاصول الثلاثة

بواسطة أٌم مالك يوم الاثنين، 21 أبريل 2014 القسم :
                                بسم الله الرحمن الرحيم

س11: ماذا تستلزم معرفة الله تعالى؟

ج: تستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له، وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم

س12: ماذا تستلزم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم؟مع ذكر الدليل؟

ج: تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال أمره فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه قال الله عز وجل: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً﴾[سورة النساء الآية: 65].

س13: عرف الإسلام بالمعنى العام؟ والإسلام بالمعنى الخاص؟

ج: الإسلام بالمعنى العام: هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم: ﴿ ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة﴾ [سورة البقرة، الآية: 128].

والإسلام بالمعنى الخاص: بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم.

س 14: هل يقبل دين غير دين الإسلام؟ ولماذا؟ مع ذكر الدليل؟

ج: الدين الإسلامي: هو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه قال الله عز وجل: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [سورة آل عمران، الآية: 19}،لأنه نسخ جميع الديانات السابقة قال تعالى:﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾[آل عمران، الآية: 85]وهذا الإسلام هو الإسلام الذي امتن به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، قال الله تعالى:﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ [سورة المائدة، الآية:3].

س 15:عرف الدليل؟ مع ذكر أقسامه؟وتعريف كل قسم؟

ج: هو ما يرشد إلى المطلوب.

وأقسامه : أدلة سمعية: وهي ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة.

وعقلية: وهي ما ثبت بالنظر والتأمل.

16: عَرَفْنَا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية والعقلية اذكر دليلا لكل منهما؟

ج: معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية مثل قوله تعالى:﴿محمد رسول الله والذين معه﴾[سورة الفتح ، الآية: 29] الآية. 

والأدلة العقلية: بالنظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الآخبار الصادقة النافعة, والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات ، وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلا عن وحي والتي صدقها ما وقع منها.

17: ما هو ثمرة العلم؟

ج: العمل في الحقيقة هو ثمرة العلم ، فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود.

18-ماهي شروط الدعوة إلى الله تعالى؟ مع الدليل؟

ج: شروط الدعوة إلى الله:

أولا: العلم: ولا بد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة . لقوله تعالى:﴿ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين﴾ [سورة يوسف، الآية: 108].

ثانيا: أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن قال تعالى:﴿ أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ [سورة النحل، الآية: 125]

وقوله: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم﴾[سورة العنكبوت، الآية: 46]. 

19-ما معنى البصيرة في قوله تعالى(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة)؟

ج: البصيرة: تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي، وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.

20-اذكر شيئا من مجالات الدعوة إلى الله تعالى؟

ج: ومجالات الدعوة كثيرة منها: 

1-الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة 2- وإلقاء المحاضرات، 3- الدعوة إلى الله بالمقالات ، 4- الدعوة إلى الله بحلقات العلم 5- الدعوة إلى الله بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف.6- الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة فإذا جلس الإنسان في مجلس في دعوة مثلاً فهذا مجال للدعوة إلى الله عز وجل ولكن ينبغي أن تكون على وجه لا ملل فيه ولا إثقال. 
إقرأ البقية

المسح على الجبيرة

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :
                                      بسم الله الرحمن الرحيم
المسح على الجبيرة
س23/ ما حكم المسح على الجبيرة وما في معناها؟ وما دليل مشروعيتها من الكتاب والسُّنة ؟
جـ23/ أولاً لابد أن نعرف ما هي الجبيرة ، الجبيرة في الأصل ما يجبر به الكسر ، والمراد بها في عرف الفقهاء ما يوضع على موضع الطهارة لحاجة مثل الجبس الذي يكون على الكسر أو اللزقة التي تكون على الجرح أو على ألم في الظهر أو ما أشبه ذلك فالمسح عليها يجزئ الغسل . فإذا قدرنا أن على ذراع المتوضئ لزقة على جرح يحتاج إليها فإنه يمسح عليها بدلاً من الغسل ، وتكون هذه الطهارة كاملة بمعنى أنه لو فرض أن هذا الرجل نزع هذه الجبيرة أو اللزقة فإن طهارته تبقى ولا تنتقض لأنها تمت على وجه شرعي ، ونزع اللزقة ليس هناك دليل على أنه ينتقض الوضوء أو ينقض الطهارة ، وليس في الجبيرة دليل خال من معارضة .فيها أحاديث ضعيفة ذهب إليها بعض أهل العلم ، وقال : إن مجموعها يرفعها إلى أن تكون حجة .ومن أهل العلم من قال : إن لضعفها لا يعتمد عليها ، وهؤلاء اختلفوا فمنهم من قال : إنه يسقط تطهير هذا العضو أو يسقط تطهير محل الجبيرة لأنه عاجز عنه ، ومنهم من قال : بل يتيمم له ولا يمسح عليها .لكن أقرب الأقوال إلى القواعد بقطع النظر عن الأحاديث الواردة فيها، أقرب الأقوال أنه يمسح،  وهذا المسح يغنيه عن التيمم فلا حاجة إليه ، وحينئذٍ نقول : إنه إذا وجد جرح في أعضاء الطهارة فله مراتب :
المرتبة الأولى : أن يكون مكشوفاً ولا يضره الغسل ، ففي هذه الحال يجب عليه غسله .
المرتبة الثانية : أن يكون مكشوفاً ويضره الغسل دون المسح ، ففي هذه المرتبة يجب عليه المسح ، دون الغسل .
المرتبة الثالثة : أن يكون مكشوفاً ويضره الغسل والمسح ، فهنا يتيمم له .
المرتبة الرابعة : أن يكون مستوراً بلزقة أو شبهها محتاج إليها ، وفي هذه الحال يمسح على هذا الساتر ويعنيه عن غسل العضو.
                                                 *    *    *
س24/ هل هناك شروط للمسح على الجبيرة بمعنى مثلاً إذا كانت زائدة عن الحاجة ؟
جـ24/ الجبيرة لا يمسح عليها إلا عند الحاجة فيجب أن تقدر بقدرها ، وليست الحاجة هي موضع الألم أو الجرح فقط ، بل كل ما يحتاج إليه في تثبيت هذه الجبيرة أو هذه اللزقة مثلاً فهو من الحاجة .
                                                 *    *    *
س25/ هل يدخل في معناها اللفائف مثل الشاش وغيره ؟
جـ25/ نعم يدخل ، ثم ليعلم أن الجبيرة ليست كالمسح على الخفين تقدر بمدة معينة بل له أن يمسح عليها ما دامت الحاجة داعية إلى بقائها ، وكذلك أيضاً يمسح عليها في الحدث الأصغر والحدث الأكبر بخلاف الخف كما سبق ، فإذا وجب عليه الغسل يمسح عليها كما يمسح في الوضوء .
                                                 *    *    *
س26/ ما هي كيفية المسح على الجبيرة ؟ هل يعمها كلها أو يمسح بعضها مع التفصيل؟
جـ26/ نعم يعمها كلها ، لأن الأصل أن البدل له حكم المبدل ما لم ترد السنة بخلافه ، فهنا المسح بدل عن الغسل ، فكما أن الغسل يجب أن يعم العضو كله فكذلك المسح يجب أن يعم جميع الجبيرة ، وأما المسح على الخفين فهو رخصة وقد وردت السنة بجواز الاكتفاء بمسح بعضه .
                                                 *    *    *


إقرأ البقية
                                     بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول :

الأسئلة والأجوبة

س1: من هو مؤلف الأصول الثلاثة؟

هو العلامة المجدد الإمام ، شيخ الإسلام ، محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبي التميمي .

ولد هذا العالم في بلدة العيينة سنة ( 1115ه ) .

حفظ القرآن الكريم دون بلوغ عشر سنين ، وكانت له مشاركة في فنون كثيرة في التفسير والحديث ، والعقيدة والفقه ، والوعظ ,وكان الشيخ ـ رحمه الله ـ قد وهبه الله فهماً ثاقباً وقدرة على الحفظ وصبراً على القراءة والتحصيل .

له مؤلفات نافعة منها :

كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد,وأصول الإيمان,الأصول الثلاثة,ومختصر زاد المعاد,ومختصر الإنصاف,وكشف الشبهات ، وغيرها كثير .

مات رحمه الله تعالى في أواخر سنة ( 1206ه ) عن إحدى وتسعين سنة قضاها في ميدان العلم والجهاد والدعوة فرحمه الله رحمة واسعة ، وأجزل له الأجر والمثوبة .

س2: من هو مؤلف شرح الأصول الثلاثة؟

هو فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى.

س3: لماذا ابتدأ المؤلف بالبسملة مع ذكر الدليل؟

ج: ابتدأ المؤلف رحمه الله كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل مبدوء بالبسملة ، واتباعاً لحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر» واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه بدأ كتبه بالبسملة.

س 4: الجار والمجرور في بسم متعلق بمحذوف فعل مؤخر ,لماذا قدر فعلاً؟ ولماذا قدر مؤخراً؟

ج: قُدّر فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال.

وقدر مؤخراً ؛لفائدتين:

الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.

الثانية: إفادة الحصر؛ لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.

س 5: اسم من أسماء الله تعالى تتبعه جميع الأسماء اذكره مع الدليل؟

ج: هو لفظ الجلالة(الله) والأدلة كثيرة منها:قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾وقوله تعالى:﴿هو الله الملك القدوس السلام...﴾إلخ الآية.

س6: ما معنى اسم الرحمن؟ وهل يجوز إطلاقه على غير الله ولماذا؟

ج: الرحمن: معناه المتصف بالرحمة الواسعة, ولا يجوز إطلاقه على غير الله تعالى؛لأنه من الأسماء المختصة بالله.

س7: ما معنى اسم الرحيم؟ هل يجوز إطلاق اسم الرحيم على غير الله مع الدليل؟

ج: معناه: ذو الرحمة الواصلة,ويطلق على الله وعلى غيره دليل ذلك قوله تعالى في وصف الرسول:﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم﴾ [التوبة:128]

س8: عرف العلم؟ واذكر أقسامه مع تعريف كل قسم؟

ج: العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

والعلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري.

فالضروري: ما يكون إدراك المعلوم فيه ضرورياً بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا استدلال كالعلم بأن النار حارة مثلاً.

والنظري: ما يحتاج إلى نظر واستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.

س 9: اذكر مراتب الإدراك مع تعريف كل مرتبة؟

ج: مراتب الإدراك ست:

الأولى: العلم: هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

الثانية: الجهل البسيط: وهو عدم الإدراك بالكلية.

الثالثة: الجهل المركب :وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه. 

الرابعة: الوهم: وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.

الخامسة: الشك: وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.

السادسة: الظن :وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح.

س10: إذا قرنت الرحمة بالمغفرة فما معنى كلا منهما؟

ج: إذا قرنت الرحمة بالمغفرة: فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة والتوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل.يتبع إن شاء الله




إقرأ البقية