الدرس السابع للسؤال والجواب للاصول الثلاثة

بواسطة أٌم مالك يوم الخميس، 15 مايو 2014 القسم :
                                                           بسم الله الرحمن الرحيم

61-عرف التوكل؟واذكر أنواعه؟

ج:التوكل على الشيء الاعتماد عليه. «والتوكل على الله تعالى: الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسباً في جلب المنافع ودفع المضار» وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: ﴿ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾ 

أنواع التوكل:
الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.

الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.

الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه. أما لو اعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة ، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: ﴿ يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ﴾ {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم ،على الصدقة عمالاً وحفاظاً ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها ، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.

62-عرف كلا من: الرغبة- الرهبة- الخشوع؟

ج: (1) الرغبة : محبة الوصول إلى الشيء المحبوب.

(2) والرهبة: الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل.

(3) الخشوع: الذل لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.

63-هل يغلب جانب الرجاء على الخوف أم هناك تفصيل؟

ج:والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها ، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.

وقال بعض العلماء : يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر

ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل ،وفي حال الصحة يكون

نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.

وقيل يكون رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله ، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى.

64-عرف الخشية؟مع ذكر أقسامها؟

ج:الخشية نوع من الخوف، لكنها تفارق الخوف بأنها خوف مع علم، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]، فالخشية خوف مع علم.

وأقسام الخشية هي أقسام الخوف.

65-عرف الإنابة؟ وما الفرق بينها وبين التوبة؟

ج:الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة.

والفرق بينها وبين التوبة: أنها أرق من التوبة لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ﴾ .

66-ينقسم الإسلام إلى قسمين اذكرهما مع تعريف كل قسم؟

ج:وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان:

الأول: إسلام كوني: وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر ، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: ﴿ وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون ﴾ {سورة آل عمران، الآية: 83} .

الثاني: إسلام شرعي: وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.

67-عرف الاستعانة؟واذكر أنواعها؟

ج:الاستعانة: طلب العون وهي أنواع:

الأول: الاستعانة بالله وهي: الاستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين﴾, ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول ﴿ إياك ﴾ وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن: أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة.

الثاني: الاستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بِرٍّ فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ {سورة المائدة، الآية: 2}.

وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: ﴿ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾ {سورة البقرة ، الآية: 195}

الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

الرابع: الاستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر الغائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك؛ لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيًا في الكون.

الخامس: الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: ﴿ واستعينوا بالصبر والصلواة ﴾ {سورة البقرة، الآية: 153}.

وقد استدل المؤلف رحمه الله تعالى للنوع الأول بقوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ {سورة الفاتحة، الآية: 4} وقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا استعنت فأستعن بالله».

68-عرف الاستعاذة واذكر أنواعها؟


ج:الاستعاذة : طلب الإعاذة, والإعاذة: الحماية من مكروه فالمستعيذ محتمي بمن استعاذ به ومعتصم به.

والاستعاذة أنواع:
الأول: الاستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى: ﴿ قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق ﴾إلى آخر السورة, وقوله تعالى : ﴿ قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس ﴾ إلى آخر السورة.

الثاني: الاستعاذة بصفةٍ ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك, ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق», وقوله : «أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي», وقوله : في دعاء الألم «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، وقوله: « أعوذ برضاك من سخطك» ، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 65} فقال: «أعوذ بوجهك» 

الثالث: الاستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: ﴿ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ﴾ {سورة الجن، الآية: 6}

الرابع: الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز, ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : «من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه» متفق عليه, وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: «فمن كان له إبل فليلحق بإبله» الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث».الحديث.

ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان ، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.

69-عرف الاستغاثة واذكر أنواعها؟

ج:طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك ، وهو أقسام :

الأول: الاستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم ، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾, وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعاً يديه مستقبل القبلة يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» وما زال يستغيث بربه رافعاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك» فأنزل الله هذه الآية.

الثاني: الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ {سورة النمل ، الآية: 62}.

الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى : ﴿ فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه﴾ {سورة القصص، الآية: 15}.

الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما اغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.

70-عرف الذبح؟ وله وجوه متعددة اذكرها؟

ج:هو:إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .وله وجوه متعددة:

الأول: أن يقع عبادة بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: ﴿ قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له ﴾ .

الثاني: أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف «أو لم ولو بشاة»

الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: ﴿ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ﴾{سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.




إقرأ البقية

رقم الشريط 002                بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : هل يجوز أن أعتمر مرتين في سفرة واحدة وأنا من الأردن ، فالمرة الأولى من أبيار علي والمرة الثانية من التنعيم ، مثل : عائشة رضي الله عنها ؟ فإنْ كانت لا تجوز ، فهل يجوز عن والده المتوفى أو عن والدته ؟ و جزاكم الله خيرا .
الشيخ : الذي يريد أن يعيد العمرة ، ينبغي أن يعود إلى الميقات الذي أحرم منه , و سواء ذلك عن نفسه أو عن أبويه أما أن يحرم من التنعيم ، حيث أحرمت منه السيدة عائشة ، فهذا حكمٌ خاص بعائشة ومن يكون مثلها ، و أنا أعبر عن هذه العمرة من التنعيم بأنها عمرة الحائض ، ذلك لأن عائشة رضي الله عنها لما خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجة في حجة الوداع وكانت قد أحرمت بالعمرة ، فلما وصلت إلى مكان قريب من مكة ، يعرف بـ " سَرِح " دخل عليها الرسول عليه السلام فوجدها تبكي ، فقال لها : ( ما لكِ تبكين ؟ أنفستِ ؟ ) قالت : نعم ، يا رسول الله ، قال عليه السلام : ( هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ، فاصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي ولا تصلي ) فما طافت ولا صلت حتى طَهُرَتْ في عرفات ، ثم تابعت مناسك الحج وأدت الحج بكامله ، لما عزم الرسول عليه السلام على السفر والرجوع إلى المدينة ، دخل عليها في خيمتها فوجدها أيضاً تبكي ، قال: ( مالكِ ؟ ) قالت : مالي ؟ يرجع الناس بحج وعمرة ، وأرجع بحج دون عمرة ، ذلك لأنه بسبب حيضها انقلبت عمرتها إلى حج ، حج مفرد ، فهي الآن تبكي حسرة على ما فاتها من العمرة بين يدي الحج بينما ضراتها مثل : أم سلمة وغيرها , رجعوا بعمرة وحج و لذلك هي تبكي ، تقول : مالي لا أبكي ؟ الناس يرجعون بحج وعمرة وأنا أرجع بحج ، فأشفق الرسول عليه السلام عليها , و أمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن يردفها خلفه على الناقة وأن يخرج بها إلى التنعيم ففعل , ورجعت واعتمرت فطابت نفسها ، فلذلك نحن نقول : من أصابها مثل ما أصابها من النساء حيث حاضت وهي معتمرة ولا تستطيع أن تكمل العمرة , فينقلب عمرتها إلى حج , فتعوِّض ما فاتها بنفس الأسلوب الذي شرعه الله على لسان رسوله لعائشة , فتخرج هذه الحائض الأخرى إلى التنعيم و تأتي بالعمرة ، أما الرجال فهم والحمد لله لا يحيضون , فما لهم و لحكم الحائض ؟ والدليل أنه كما يقول بعض العلماء بالسيرة و بأحوال الصحابة : حج مع الرسول مائة ألف من الصحابة ما أحد منه جاء بعمرة كعمرة عائشة رضي الله عنها , فلو كان ذلك خيرًا لسبقونا إليه ، لذلك فالذي يريد أن يعتمر يرجع إلى الميقات ويحرم من هناك سواء عن نفسه أو عن أمه وأبيه ، و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين .
السائل : إذا سمحت لي ...
الشيخ : الساعة 11 ؟
منقول من سلسلة الهدى والنور  رقم الشريط 002
إقرأ البقية

سنة غفل عنها الكثير من الناس

بواسطة أٌم مالك يوم القسم :
بسم الله الرحمن الرحيم

مُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال :
(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ،أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ).
📌 والدليل على ذلك:
⚪ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ،
⚪ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ ؟
 قَالَ نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ [اللَّهُمَّ] وَبِحَمْدِكَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ).
📌 ولقد بَوَّب الإمامُ النسائي على هذا الحديث بقوله:[ما تُختم به تلاوة القرآن].
📌 إسناده صحيح: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى".
📌 وقال الحافظ ابن حجر في "النكت" (733/2): [إسناده صحيح]
📌 وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (495/7): [هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم .
⛔ و الناس اليوم تركوا هذه السنة فقالوا بعد قراءة القرآن : صدق الله العظيم! وهذا غير صحيح00 

منقول من شبكة ليبيا السلفية
إقرأ البقية

معنى السلفية وإلى من تنتسب للشيخ الوالد محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله

بواسطة أٌم مالك يوم الأربعاء، 14 مايو 2014 القسم :

  
 الشريط رقم 001معنى السلفية وإلى من تنتسب للشيخ الوالد ناصر الدين الالباني رحمه الله
السائل : بعض الأخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعاً ويقرؤون عنها ما يُكتب من قِبَلِ خصومها لا من قِبَلِ أتباعها ودُعاتِها ، فالمرجو من فضيلتكم وأنتم من علماء السلفية ودعاتها شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم .
الشيخ : أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة ، لكن لا بد من الجواب وقد طُرِحَ سؤال ، فأقول : كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة :
أول ذلك : الدعوة السلفية ، نسبة إلى ماذا ؟ السلفية نسبة إلى السلف ، فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين : السلف ، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها ، السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين :
الأمر الأول : أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : ( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ... ) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة ) ، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة ، والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق .
فإذًا إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو : أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن - لا أقول : أن - يتبرأ ، هذا أمرٌ بدهي ، لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً ، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية ، يعني : الانتساب إلى العصمة ، من أين أخذنا هذه العصمة ؟ نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية - مما عليه جماهير الخلف - حينما يأتون بقوله عليه السلام : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ، لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية ، ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيئ ، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق فقال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )) أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هل هذا عبث ؟! حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة في تعبيرنا المسابق وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام بأنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن يجوى من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ))
إذًا على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :
أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ؟ ثم ما الحكمة من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً ، ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة : قوله عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ) ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله : " وما راءٍ كمن سمع " فإذًا الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليًا ، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ، ولكن أجمل منها أن نجعلها حقيقةً واقعة ، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام واقعاً يمشي على الأرض ، كلام جميل ، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشعر الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض ، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً ، سمعوا الكلام منه مباشرةً ، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي ، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً ، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً ،هناك آيات في القرآن الكريم ، لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم ، كما قال عز وجل : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )) مثلاً قوله تعالى : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة ، (( والسارق )) من هو ؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق ، واليد ما هي ؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين ، من هو السارق الذي يستحق قطع اليد ؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟ اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق ، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ ، لكن الجواب هو حينما ذكر الآية السابقة : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )) الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ، ومطلق ومقيد ، وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص ، إن لم نقل : مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السنة ، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة . منقول  
إقرأ البقية

مواضع الدعاء عند الله تعالى

بواسطة أٌم مالك يوم الثلاثاء، 13 مايو 2014 القسم :

الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، أمر بدعائه ووعد أن يجب من دعاءه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليما كثير. أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وعلموا أن الدعاء هو أعظم أنواع العبادة، قال صلى الله عليه وسلم: "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"، قال الله سبحانه: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، فسمى (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي: أخلصوا له الدعاء، فدل على أن الدعاء دين يجب إخلاصه لله عز وجل، وذلك بأن لا يدعو مع الله غيره: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)، فمن يدعوا الأولياء والصالحين والموتى أو الجن فإنه قد أشرك بالله عز وجل الشرك الأكبر، المخرج من الملة لأنه دعاء غير الله وعبد غير الله سبحانه وتعالى، وقال سبحانه وتعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) أي: عن دعائي، فسمى الدعاء عبادة (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، فهناك من يستكبر عن دعاء الله ويقول: لا فائدة في الدعاء، استكباراً منه وهذا من أعظم الجحود والكفر - والعياذ بالله -، فالذي يستكبر عن عبادة الله (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، الله جل وعلا قال في النار: (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)، إذا فالمستكبر والمشرك كلهما من أهل النار محرومان من الجنة.
فالواجب على المسلم أن يدعا ربه في كل وقت وفي كل حين، وأن يتضرع إلى الله لأن الأنبياء والرسل كانوا يدعون الله فيستجيب لهم، كما ذكر الله ذلك في سورة الأنبياء، فإذا كان الأنبياء على مكانتهم من الله قربهم من الله بحاجة إلى الدعاء وهم عبيد من عبيده سبحانه وتعالى، فكيف بهذا الإنسان المستكبر الذي يقول لا فائدة في الدعاء؟ وربما يقول بعضهم – والعياذ بالله -: إن كان هذا الشيء مقدر فلابد من حصوله وإن كان غير مقدر فلا فائدة في الدعاء – نسأل الله العافية- ، وهذا جدال بالباطل: (حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) لأن الذي قدر المقادير أمر بالدعاء سبحانه فلا تنافيا بين الدعاء وبين القدر، لأن الدعاء سبب من الأسباب لا يتنافى مع القدر، فيجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب النافعة وأن يؤمن بالقضاء والقدر، هذا هو المؤمن.
عباد الله، إن الدعاء دائماً وأبداً مطلوب، ولكنه له أوقات يتأكد حصول الإجابة فيها:
وذلك في حالة الاضطرار: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) ففي حالة الاضطرار الله يستجيب للمضطر حتى ولو كان من الكفار، فإن الكفار إذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) في البحر (دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، فهم في حالة الكربات يعلمون أنه لا ينجي منها إلا الله سبحانه وتعالى وأن أصنامهم وأوثانهم لا تقدر على إنجادهم وعلى إغاثتهم وعلى تفريج كرباتهم فهم يخلصون لله فيستجيب الله لهم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.
وكذلك الدعاء في السجود، قال صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَأكثروا فِيه من الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ"، وقال عليه الصلاة والسلام: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ"، فيكثر المسلم من الدعاء في سجوده سواء كان في صلاة الفريضة أو في صلاة نافلة.
وكذلك من الأوقات الذي يستجاب فيها الدعاء آخر الليل، ثلث الليل الآخر كما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ".
كذلك الدعاء في يوم الجمعة، فإن يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا أن الله يستجيب له سبحانه وتعالى، وهذه الساعة محتمله في كل اليوم لم يتحدد وقتها لأجل أن يجتهد المسلم في الدعاء في كل يوم الجمعة، فيكثر عمله ويعظم أجره.
فهذه أوقات وأحوال خصها النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإن الدعاء مطلوب في كل وقت، قال عن الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)، فالمسلم لا يستغني عن الدعاء أبداً.
والدعاء على قسمين:
القسم الأول: دعاء عبادة: وهو الثناء على الله سبحانه.
القسم الثاني: دعاء مسألة، وهو طلب الحوائج من الله سبحانه وتعالى، وكلا النوعين في سورة الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة من صلاتنا فرضاً أو نفلا، فأولها دعاء عبادة وهو الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه سبحانه في الحديث القدسي: أن الله سبحانه وتعالى يقول: "قَسَمْتُ الصَّلاَةَ" يعني: قراءة الفاتحة سماها صلاةً، "قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي قسمين فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، فإِذَا قَالَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ سبحانه وتَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي. فإِذَا قَالَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). قَالَ الله: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إلى آخر السورة. قَالَ الله: هَذَا لعبدي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ"، فاحرصوا على الدعاء وفقكم الله في صلواتكم وفي جميع أوقاتكم، فإنكم بحاجة إلى الدعاء، أحوج ما تكونون إلى الطعام والشراب لأنكم فقراء إلى الله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، فأنتم فقراء إلى الله لا تستغنون عنه بحال، فادعوه دائماً وأبداً، ادعوه بأسمائه وصفاته، توسلوا إليه بأسمائه وصفاته قال جل وعلا: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، فتقول : يا رحمن أرحمني، يا كريم أكرمني، يا جواد جد علي بفضلك... وهكذا، كل اسم تدعو به ربك تتوسل به إليك، وأسماء الله كثيرة منها ما ذكر في القرآن وذكر في السنة، ومنها ما لم يذكره الله لنا بل استأثر الله بها بعمله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لربه: "أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ" فالمسلم يدعو الله ويكثر من الدعاء ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته فإن الله سبحانه وتعالى قريب مجيب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا. أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وأكثروا من دعاءه فأنتم الآن في شدة من ما تعلمون من الفتن، ومن تكالب الكفار على المسلمين، ومن المضايقات، ومن ما ينزل للمسلمين الآن من النكبات فأنتم في حاجة إلى الدعاء أن يفرج الله عن المسلمين ما هم فيه، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تتداعى له سائر الجسد.
فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من الدعاء ولا تقنطوا من رحمة الله عز وجل فإن الله يستجيب الدعاء ولو تأخرت الإجابة فإن الله سبحانه وتعالى يقبل الدعاء: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فالله جل وعلا أمركم بالدعاء ووعد أن يستجيب لكم وأنتم الآن بحاجة إلى الدعاء لكم ولإخوانكم أن يرفع الله ما نزل بالمسلمين من أذى الكفار ومضايقة الكفار ومن تكالب الأعداء ولا مفر إلا إلى الله: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) فروا إلى الله بالتوبة، بالاستغفار، بالدعاء، ساعدوا إخوانكم بكل قول وبكل فعل حتى يفرج الله عنهم، فإن الله سبحانه وتعالى أمر بالتعاون على البر والتقوى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، واعلموا أن موانع الدعاء كثيرة يعني موانع قبول الدعاء كثيرة وأعظمها أكل الحرام قال صلى الله عليه وسلم: "في الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ".
فالواجب على المسلم أن يكون مطعمه من الحلال، فإن أكل الحرام يمنع قبول الدعاء، وإذا انسد باب الدعاء وباب الإجابة بينه وبين ربه فماذا تكون حاله؟
فأكثروا من الدعاء، وأطيبوا مطاعمكم ومكاسبكم تستجب دعواتكم وتقبل، فإن الله سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب يجيب الداعي إذا دعاه ويكشف السوء ولكن بشرط:-
أولا: الإخلاص لله في الدعاء: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً).
ثانيا: بأكل الحلال والبعد عن الحرام، وما أكثر الحرام اليوم في المكاسب التي دخلت على الناس سواء كانت في الوظائف والأعمال، أو كانت في البيع والشراء، أو كانت في المقاولات، أو كانت في سائر الأشياء والمعاملات فإن الحرام إذا دخل من أي طريق على المسلم فإنه يمنع قبول الدعاء وهذا خطر شديد، إذا أنسد باب الدعاء بينك وبين ربك فماذا بقي لك؟
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين  فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أذل الشرك والمشركين، اللَّهُمَّ دمر أعداء الدين، اللَّهُمَّ اجعل هذا البلد أمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ كفنا عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأشد تنكيلا، اللَّهُمَّ اجعل كيدهم في نحورهم وكفنا شرورهم، اللَّهُمَّ سلط عليهم من يشغلهم بأنفسهم عن المسلمين إنك على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بك، عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين، اللَّهُمَّ أحفظها أمنةً مستقرة من كل سوء ومكروه ومن كل شر وفتنة، ومن كل بلاء ومحنة، اللَّهُمَّ  أحفظ سائر بلاد المسلمين في كل مكان يا رب العالمين، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، اللَّهُمَّ ولي علينا خيارنا وكفنا شر شرارنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.

خطبة الجمعة 18-06-1435هـ
إقرأ البقية

وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم لبس المرأة للبنطلون؟

بواسطة أٌم مالك يوم الاثنين، 12 مايو 2014 القسم :
                 
                                             بسم الله الرحمن الرحيم

 وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم لبس المرأة للبنطلون؟

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"الذي أراه تحريم لبس المرأة للبنطلون لأنه تشبه بالرجال ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ، ولأنه يزيل الحياء من المرأة ، ولأنه يفتح باب لباس أهل النار حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ) وذكر أحدهما ( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (12سؤال رقم 192، 194) .
منقول



إقرأ البقية

كيف نتعبد الله بعلم الجرح والتعديل للعلامة ربيع بن هادي المدخلي

بواسطة أٌم مالك يوم الأحد، 11 مايو 2014 القسم :


بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة عظيمة للشيخ العلامة

ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله ورعاه وادامه ذخرا لأمة الاسلام
لله درّعه من عالم ربّاني



كيف نتعبّد الله بعلم الجَرح والتَّعديل؟


يقول السائل:
حفظكم الله!! كيف نتعبد الله -عز وجل- بعلم الجرح والتعديل الذي هو من أشرف العلوم ؟

الجواب:
إذا وصلت إلى هذه المرتبة - من العلم والورع والزهد والإخلاص لوجه الله-فإنك ستعلم كيف تتقرب إلى الله بذلك, وأنك تحمي بذلك الدين.
فعلم الجرح والتعديل علم عظيم, ولا يتصدى له إلا أفراد من الناس, حتى كثير من كبار حفاظ الحديث؛ ما عدَّهم العلماء في الجرح والتعديل.
وأنا أقول لكم أني لست من علماء الجرح والتعديل, وأنصح الإخوان عن ترك الغلو -بارك الله فيكم-, فأنا ناقد ، ناقد, نقدت عدداً من الناس معينين في أخطائهم, فطورها الناس -بارك الله فيكم-, فأنا أبرأ إلى الله من الغلو.
لا تقولوا: الشيخ ربيع إمام الجرح والتعديل, أبداً , أُشهد الله أني أكره هذا الكلام، اتركوا هذه المبالغات يا إخوة.
والله- أنا من زمان إنِّي بفطرتي أكره هذه الأشياء, وإني لما أقف في كون ابن خزيمة إمام من الأئمة, وهو إمام والله عظيم, لكن إمام الأئمة أراها ثقيلة والله.
وألقاب دخلت على المسلمين ، شوف خطابات الصحابة: قال عمر ، قال عثمان ، قال علي ، قال كذا, وِحْنَا مانْجِيْ في المعالي -بارك الله فيكم-!! اتركوا هذه التهاويل.
والذي عنده علم ويعرف منهج السلف ينتقد.
خلاص علماء الجرح والتعديل بينوا لنا أحوال الرجال الكذابين والمتروكين وسيء الحفظ والواهين وإلى أخره ، الثقات والعدول والحفاظ إلى أخره.
احنا نقاد ، أنا ناقد ضعيف أنتقد أخطاء سكت عنها غيري أو غفل عنها ، اتركوا هذه الأشياء -بارك الله فيكم-.
يعني اللي عندو علم ويعرف منهج السلف ويرى هناك بدع واضحة أمامه يبينها لوجه الله, نصيحة لوجه الله تبارك وتعالى, حماية لهذا الدين.
يأتي المبتدع يشوه الدين ببدعته, ويتكلم عن الله بغير علم, وينشر ضلاله باسم الدين, سواء خطؤه في العقيدة ، في العبادة ، في المنهج ، في السياسة ، في الاقتصاد ، في شيء من الأشياء.
الآن الغلو ينتشر في الساحة السلفية, والمبالغات والتهاويل تنتشر, حتى وصل ببعضهم إلى درجة الروافض والصوفية والحلول, ونحن نبرأ إلى الله من هذا الغلو.
فأسلكوا منهج السلف في الوسطية والإعتدال وإنزال الناس منازلهم, بدون أي شيء من الغلو -بارك الله فيكم-.
فنحن الأن في الساحة طلاب علم ، طلاب علم انتقدنا بعض الأخطاء, عندنا شيء من المعرفة.
فأوصيكم يا إخوة أن تسيروا في طريق السلف الصالح تعلماً وأخلاقاً ودعوةً, لا تشدد ، لا غلو ، دعوة يرافقها الحلم والرحمة والأخلاق العالية, والله تنتشر الدعوة السلفية.
الدعوة السلفية الأن تتآكل ويأكل منتمون - ما أقول السلفيون - المنتمون بعضهم منتمون ظلماً إلى هذا المنهج, يتآكلون أمام الناس ، شوهوا الدعوة السلفية بهذه الطريقة.
فأنا أنصح هذا أن يتقي الله عز وجل, وأن يتعلم العلم النافع, وأن يعمل العمل الصالح, وأن يدعوا الناس بالعلم والحكمة.
يا إخوة مواقع الأنترنت زفت الآن ، وكل الناس يسخرون بمن يسمون سلفيين ، يسخرون منهم ويصفقون بفرح -بارك الله فيكم-.
الذي يتعلم منكم وفهم التفسير يُقدِّم للناس مقالات في التفسير؛ آيات تتعلق بالأحكام ، آيات تتعلق بالأخلاق آيات تتعلق بالعقائد ,خلاص وينشر للناس, هذه دعوة.
اللي يتمكن في الحديث -بارك الله فيكم- ينشر مقالات في معاني الحديث وما يتضمنه من أحكام ومن حلال ومن حرام ومن أخلاق وإلى أخره.
املأوا الدنيا علماً ، الناس بحاجة إلى هذا العلم.
المهاترات هذه تشوه المنهج السلفي وتنفر الناس منه.
واتركوا المهاترات سواء على الأنترنت, أو في أي مجال من المجالات, في أي بلد من البلدان, قدموا للناس العلم النافع.
والجدال لا تدخلوا فيه مع الناس ولا مع أنفسكم, وقد قرأتم في هذا الكتاب أن السلف كانوا ينفرون من المناظرات.
لا تناظر إلا في حال الضرورة, ولا يُنَاظِر إلا عالم يستطيع أن يقمع أهل البدع.
ولا تدخلوا في خصومات بعضكم البعض.
وإذا حصل شيء من الخطأ فردوه إلى أهل العلم ، لا تدخل في متاهات وإفتراءات.
لأن هذا ضيع الدعوة السلفية, وأضر بها أضراراً بالغة ما شهدت مثله في التاريخ.
وساعدت هذه الوسائل الأجرامية: الأنترنت الشيطاني ساعد على هذه المشاكل.
كل من حك رأسه حط بلاءه في الأنترنت.
اتركوا هذه الأشياء.
تكلموا بعلم يُشرِّفكم ويشرف دعوتكم, والذي ما عنده علم لا يكتب للناس؛ لا في أنترنت ولا في غيره -بارك الله فيكم-.
وابتعدوا عن الأحقاد والضغائن, وإلا والله ستُميتون هذه الدعوة.
وأرجوا ألا يكون فيكم أحد ممن شارك في هذا البلاء.
أسال الله أن يثبتنا وإياكم على السنة.
اسمعوا يا إخوة من عنده علم وأَحْكَمَهُ فليكتب في الأنترنت ما ينفع الناس, في التفسير -وهو واثق- يِضَّمَّنْ عقائد وأخلاق وأحكام وا.. وا.. إلى آخره -بارك الله فيكم-.
والتفسير كذلك بحر, بحر, والله تغرفون من بحر.
كل الأحاديث عندكم وأشرحوها, استعينوا عليها بشروح العلماء شرحاً متقناً, ونزلوها للناس؛ في العقيدة ، في العبادة ، في الأخلاق ، بأسلوب حكيم هادىء ينفع الناس.
والله تِشُوْفُون كيف تتطور, وكيف تنموا, وكيف تضيء الدنيا منها.
أما الآن تظلم السلفية -بارك الله فيكم- بهذه الطرق.
أنصحكم بترك الجدال والخصومة على الأنترنت, وفي الساحات أيضاً, أنصحكم من هذا -بارك الله فيكم-.
والذي عنده علم يتكلم بعلم ، يكتب بعلم ، يدعوا بعلم ، يدعوا بالحجة والبرهان.
واجتنبوا الخلاف.
وأسباب الفرقة لا تثيروها بينكم.
وإذا حصل من إنسان خطأ يُعرضه على العلماء يأخذوا على إيديه وكيف يعالجوه.
بارك الله فيكم, وسدد خطاكم, وألف بين قلوبكم, بارك الله فيكم .
منقول
إقرأ البقية
             
                                                   بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أما بعد:

بسبب ما جرى من الفتنة بين الشباب في اليمن وطالت ذيولها وتفرعت شعبها، فامتدت إلى بلاد أخرى، وكثرت تطلعات الناس إلى بيان الحق وبيان المصيب من المخطئ، وكان من أسباب هذه الفتن أن طلاب العلم في اليمن رمي بعضهم بالمنهج الحدادي، فاضطررت إلى بيان هذا المنهج لعل ذلك يوضح لكثير من طلاب الحق أن يميزوا بين منهج أهل السنة والمنهج الحدادي.

ثم لعل ذلك يسهم إلى حد بعيد في القضاء على هذه الفتنة مع وعدنا بمواصلة بيان القضايا الأخرى تلبية لهذه المطالب الملحة، وإسهاماً في إنهاء الفتنة .

منهج الحدادية

1-
بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.

2-
قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.

3-
تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.

4-
تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة

5-
تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.

6-
العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب، ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات ؛ ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه " الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.

وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس.

7-
غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.

8-
تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.

9-
امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.

10-
لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.

ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعر أن الرجل تكفيري متستر.

11-
الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً.

12-
كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.

ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون.

فإذا بين لنا أبو الحسن بالأدلة الواضحة على أن من يرميهم بالحدادية قد اتصفوا بهذه الصفات، فسوف لا نألوا جهداً في إدانتهم بالحدادية، بل والتنكيل بهم بالكتابة فيهم والتحذير منهم ، وإلحاقهم بالحدادية بدون هوادة .

وإن عجز عن ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويعلن هذه التوبة على الملأ، وإلا فلا نألوا جهداً في نصرتهم ونصرة المنهج السلفي الذي يسيرون عليه والذب عنه وعنهم.

وعلى السلفيين الصادقين أن ينصروهم وينصروا المنهج الذين يسيرون عليه، ويأخذوا على يد من ظلمهم وظلم منهجهم، وحذار حذار أن يقع أحد منهم فيما وقع فيه الحدادية ، أو في بعض ما وقعوا فيه، وهذا هو الميدان العملي لتمييز الصادقين من الكذابين، كما قال تعالى:( ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين).

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعصم السلفيين جميعاً في كل مكان من السقوط في هذا الامتحان، ولا سيما في بلاد اليمن التي ظهرت فيها سنة رسول الله e عبر المنهج السلفي.

كـــتبه

ربيع بن هادي المدخلي

20/2/1423
هـ


نسأل الله يحفظ شيخنا ربيع ويبارك في علمه وعمره,ويجعله شوكة في حلوق أهل الباطل و الداعين إليه.

منقول .

إقرأ البقية