الدرس السابع للسؤال والجواب للاصول الثلاثة

بواسطة أٌم مالك يوم الخميس، 15 مايو 2014 القسم :
                                                           بسم الله الرحمن الرحيم

61-عرف التوكل؟واذكر أنواعه؟

ج:التوكل على الشيء الاعتماد عليه. «والتوكل على الله تعالى: الاعتماد على الله تعالى كفاية وحسباً في جلب المنافع ودفع المضار» وهو من تمام الإيمان وعلاماته لقوله تعالى: ﴿ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾ 

أنواع التوكل:
الأول: التوكل على الله تعالى وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به وسبق دليله.

الثاني: توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون، ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى.

الثالث: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه. أما لو اعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به، إذا كان للمتوكل بحيث ينيب غيره في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب، والسنة ، والإجماع فقد قال يعقوب لبنيه: ﴿ يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ﴾ {سورة يوسف، الآية: 87} ووكل النبي صلى الله عليه وسلم ،على الصدقة عمالاً وحفاظاً ، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها ، ووكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هديه في حجة الوداع أن يتصدق بجلودها وجلالها ، وأن ينحر ما بقى من المئة بعد أن نحر صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين. وأما الإجماع على جواز ذلك فمعلوم من حيث الجملة.

62-عرف كلا من: الرغبة- الرهبة- الخشوع؟

ج: (1) الرغبة : محبة الوصول إلى الشيء المحبوب.

(2) والرهبة: الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل.

(3) الخشوع: الذل لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.

63-هل يغلب جانب الرجاء على الخوف أم هناك تفصيل؟

ج:والمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها ، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.

وقال بعض العلماء : يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة؛ لأن المريض منكسر

ضعيف النفس وعسى أن يكون قد اقترب أجله فيموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل ،وفي حال الصحة يكون

نشيطاً مؤملاً طول البقاء فيحمله ذلك على الأشر والبطر فيغلب جانب الخوف ليسلم من ذلك.

وقيل يكون رجاؤه وخوفه واحداً سواء لئلا يحمله الرجاء على الأمن من مكر الله ، والخوف على اليأس من رحمة الله تعالى.

64-عرف الخشية؟مع ذكر أقسامها؟

ج:الخشية نوع من الخوف، لكنها تفارق الخوف بأنها خوف مع علم، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:28]، فالخشية خوف مع علم.

وأقسام الخشية هي أقسام الخوف.

65-عرف الإنابة؟ وما الفرق بينها وبين التوبة؟

ج:الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة.

والفرق بينها وبين التوبة: أنها أرق من التوبة لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ﴾ .

66-ينقسم الإسلام إلى قسمين اذكرهما مع تعريف كل قسم؟

ج:وذلك أن الإسلام لله تعالى نوعان:

الأول: إسلام كوني: وهو الاستسلام لحكمه الكوني وهذا عام لكل من في السماوات والأرض من مؤمن وكافر ، وبر وفاجر لا يمكن لأحد أن يستكبر عنه ودليله قوله تعالى: ﴿ وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرهاً وإليه يرجعون ﴾ {سورة آل عمران، الآية: 83} .

الثاني: إسلام شرعي: وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير ومنه هذه الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله.

67-عرف الاستعانة؟واذكر أنواعها؟

ج:الاستعانة: طلب العون وهي أنواع:

الأول: الاستعانة بالله وهي: الاستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين﴾, ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول ﴿ إياك ﴾ وقاعدة اللغة التي نزل بها القرآن: أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركاً مخرجاً عن الملة.

الثاني: الاستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بِرٍّ فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ {سورة المائدة، الآية: 2}.

وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة لقوله تعالى: ﴿ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾ {سورة البقرة ، الآية: 195}

الثالث: الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل.

الرابع: الاستعانة بالأموات مطلقاً أو بالأحياء على أمر الغائب لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك؛ لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيًا في الكون.

الخامس: الاستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة بأمر الله تعالى في قوله: ﴿ واستعينوا بالصبر والصلواة ﴾ {سورة البقرة، الآية: 153}.

وقد استدل المؤلف رحمه الله تعالى للنوع الأول بقوله تعالى: ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ {سورة الفاتحة، الآية: 4} وقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا استعنت فأستعن بالله».

68-عرف الاستعاذة واذكر أنواعها؟


ج:الاستعاذة : طلب الإعاذة, والإعاذة: الحماية من مكروه فالمستعيذ محتمي بمن استعاذ به ومعتصم به.

والاستعاذة أنواع:
الأول: الاستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير ، بشر أو غير بشر ودليلها قوله تعالى: ﴿ قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق ﴾إلى آخر السورة, وقوله تعالى : ﴿ قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس* من شر الوسواس الخناس ﴾ إلى آخر السورة.

الثاني: الاستعاذة بصفةٍ ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك, ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق», وقوله : «أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي», وقوله : في دعاء الألم «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»، وقوله: « أعوذ برضاك من سخطك» ، وقوله صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ﴾ {سورة الأنعام ، الآية: 65} فقال: «أعوذ بوجهك» 

الثالث: الاستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: ﴿ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ﴾ {سورة الجن، الآية: 6}

الرابع: الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز, ودليله قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر الفتن : «من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذبه» متفق عليه, وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا الملجأ والمعاذ بقوله: «فمن كان له إبل فليلحق بإبله» الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فعاذت بأم سلمة الحديث، وفي صحيحه أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث».الحديث.

ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان ، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.

69-عرف الاستغاثة واذكر أنواعها؟

ج:طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك ، وهو أقسام :

الأول: الاستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم ، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾, وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعاً يديه مستقبل القبلة يقول : « اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» وما زال يستغيث بربه رافعاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك وعدك» فأنزل الله هذه الآية.

الثاني: الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك ؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية قال الله تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ {سورة النمل ، الآية: 62}.

الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم قال الله تعالى في قصة موسى : ﴿ فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه﴾ {سورة القصص، الآية: 15}.

الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العله، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما اغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة.

70-عرف الذبح؟ وله وجوه متعددة اذكرها؟

ج:هو:إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .وله وجوه متعددة:

الأول: أن يقع عبادة بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له والتقرب إليه فهذا لا يكون إلا لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى، وصرفه لغير الله شرك أكبر ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله وهو قوله تعالى: ﴿ قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له ﴾ .

الثاني: أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوباً أو إستحباباً لقوله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف «أو لم ولو بشاة»

الثالث: أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح فالأصل فيه الإباحة لقوله تعالى: ﴿ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ﴾{سورة يس، الآيتين: 71، 72} وقد يكون مطلوباً أو منهياً عنه حسبما يكون وسيلة له.