الدرس الخامس من دروس الشاطبية والدرة

بواسطة أٌم مالك يوم الأحد، 4 مايو 2014 القسم :
وَهَا أَنَا ذَا أَسْعى لَعَلَّ حُرُوفَهُمْ
يَطُوعُ بِهَا نَظْمُ الْقَوَافِي مُسَهِّلاَ
جَعَلْتُ أَبَا جَادٍ عَلَى كُلِّ قَارِئٍ
دَلِيلاً عَلَى المَنْظُومِ أَوَّلَ أَوَّلاَ
وَمِنْ بَعْدِ ذِكْرِى الْحَرْفَ أُسْمِى رِجَالَهُ
مَتَى تَنْقَضِي آتِيكَ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ
سِوَى أَحْرُفٍ لاَ رِيبَةٌ فِي اتِّصَالِهَا
وَبالَّلفْظِ أَسْتَغْنِي عَنِ الْقَيْدِ إِنْ جَلاَ
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا
لِمَا عَارِضٍ وَالأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ
وَمِنْهُنَّ لِلْكُوفِيِّ ثَاءٌ مُثَلَّتٌ
وَسِتَّتُهُمْ بِالْخَاءِ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ
عَنَيْتُ الأُلَى أَثْبَتُّهُمْ بَعْدَ نَافِعٍ
وَكُوفٍ وَشَامٍ ذَا لُهُمْ لَيْسَ مُغْفَلاَ
وَكُوفٍ مَعَ المَكِّيِّ بِالظَّاءِ مُعْجَما
وَكُوفٍ وَبَصْرٍ غَيْنُهُمْ لَيْسَ مُهْمَلاَ
وَذُو النَّقْطِ شِينٌ لِلْكِسَائِي وَحَمْزَةٍ
وَقُلْ فِيهِمَا مَعْ شُعْبَةٍ صُحْبَةٌ تَلاَ
صِحَابٌ هَمَا مَعْ حَفْصِهِمْ عَمَّ نَافِعٌ
وَشَامٍ سَمَا فِي نَافِعٍ وَفَتَى الْعَلاَ
وَمَكٍّ وَحَقٌّ فِيهِ وَابْنِ الْعَلاَءِ قُلْ
وَقُلْ فِيهِمَا وَالْيَحْصُبِي نَفَرٌ حَلاَ
وَحِرْمِيٌّ الْمَكِّيُّ فِيهِ وَنَافِعٍ
وَحِصْنٌ عَنِ الْكُوفِي وَنَافِعِهِمْ عَلاَ
وَمَهْماَ أَتَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ كِلْمَةٌ
فَكُنْ عِنْدَ شَرْطِى وَاقْضِ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ
وَمَا كانَ ذَا ضِدٍّ فَإِنِّي بَضِدِّهِ
غَنّيٌّ فَزَاحِمْ بِالذَّكاءِ لِتَفْضُلاَ
كَمَدٍّ وَإِثْبَاتٍ وَفَتْحٍ وَمُدْغَمٍ
وَهَمْزٍ وَنَقْلٍ وَاخْتِلاَسٍ تَحَصَّلاَ
وَجَزْمٍ وَتَذْكِيرٍ وَغَيْبٍ وَخِفَّةٍ
وَجَمْعٍ وَتَنْوِينٍ وَتَحْرِيكٍ اْعَمِلاَ
وَحَيْثُ جَرَى التَّحْرِيكُ غَيْرَ مُقَيَّدٍ
هُوَ الْفَتْحُ وَالإِسْكانُ آخَاهُ مَنْزِلاَ
وَآخَيْتُ بَيْنَ النُّونِ وَالْيَا وَفَتْحِهِمْ
وَكَسْرٍ وَبَيْنَ النَّصْبِ وَالخَفْضِ مُنْزِلاَ
وَحَيْثُ أَقُولُ الضَّمُّ وَالرَّفْعُ سَاكِتًا
فَغَيْرُهُمُ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ أَقْبَلاَ
وَفي الرَّفْعِ وَالتَّذْكِيرِ وَالْغَيْبِ جُمْلَةٌ
عَلَى لَفْظِهَا أَطْلَقْتُ مَنْ قَيَّدَ الْعُلاَ
وَقبْلَ وبَعْدَ الْحَرْفِ آتِي بِكُلِّ مَا
رَمَزْتُ بِهِ فِي الْجَمْعِ إِذْ لَيْسَ مُشْكِلاَ
وَسَوْفَ أُسَمِّي حَيْثُ يَسْمَحُ نَظْمُهُ
بِهِ مُوضِحاً جِيداً مُعَمًّا وَمُخْوَلاَ
وَمَنْ كانَ ذَا بَابٍ لَهُ فِيهِ مَذْهَبٌ
فَلاَبُدَّ أَنْ يُسْمَى فَيُدْرَى وَيُعْقَلاَ
أَهَلَّتْ فَلَبَّتْهَا المَعَانِي لُبَابُهاَ
وَصُغْتُ بِهَا مَا سَاغَ عَذْباً مُسَلْسَلاَ
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ
فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ
وَأَلْفَافُهَاً زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ
فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلاَ
وَسَمَّيْتُهاَ "حِرْزَ الأَمَانِي" تَيَمُّناً
وَوَجْهَ التَّهانِي فَاهْنِهِ مُتَقبِّلاَ
وَنَادَيْتُ اللَّهُمَّ يَا خَيْرَ سَامِعٍ
أَعِذْنِي مِنَ التَّسْمِيعِ قَوْلاً وَمِفْعَلاَ
إِلَيكَ يَدِي مِنْكَ الأَيَادِي تَمُدُّهَا
أَجِرْنِي فَلاَ أَجْرِي بِجَوْرٍ قَأَخْطَلاَ
أَمِينَ وَأَمْنًا لِلأَمِينِ بِسِرِّهَا
وَإنْ عَثَرَتْ فَهُوَ الأَمُونُ تَحَمُّلاَ
أَقُولُ لِحُرٍ وَالْمُرُوءةُ مَرْؤُهَا
لإِخْوَتِهِ الْمِرْآةُ ذُو النُّورِ مِكْحَلاَ
أَخي أَيُّهَا الْمُجْتَازُ نَظْمِي بِبَابِهِ
يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوْقِ أَجْمِلاَ
وَظُنَّ بِهِ خَيْراً وَسَامِحْ نَسِيجَهُ
بِالأِغْضاَءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كانَ هَلْهَلاَ
وَسَلِّمْ لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِصَابَةٌ
وَالأُخْرَى اجْتِهادٌ رَامَ صَوْبًا فَأَمْحَلاَ
وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَادرِكْهُ بِفَضْلَةٍ
مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلاَ
وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ
لَطاَحَ الأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلاَ
وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ
وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتِي
كَقَبْضٍ عَلَى جَمْرٍ فَتَنْجُو مِنَ الْبَلاَ
وَلَوْ أَنَّ عَيْنًا سَاعَدتْ لتَوَكَّفَتْ
سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيمًا وَهُطّلاَ
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ
فَيَا ضَيْعَةَ الأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ
بِنَفسِي مَنِ اسْتَهْدَىَ إلى اللهِ وَحْدَهُ
وَكانَ لَهُ الْقُرْآنُ شِرْبًا وَمَغْسَلاَ
وَطَابَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ فَتفَتَّقَتْ
بِكُلِّ عَبِيرٍ حِينَ أَصْبَحَ مُخْضَلاَ
فَطُوبى لَهُ وَالشَّوْقُ يَبْعَثُ هَمُّهُ
وَزَنْدُ الأَسَى يَهْتَاجُ فِي الْقَلْبِ مُشْعِلاَ
هُوَ المُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ
قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤَمَّلاَ
يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاسِ مَوْلى لأَنَّهُمْ
عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعَلاَ
يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لأَنَّهَا
عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالأَلاَ
وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ
وَمَا يَأْتَلِى فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ
لَعَلَّ إِلهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِى
جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوَّلاَ
وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ
شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوْهُ فَيمْحَلاَ
وَبِاللهِ حَوْلِى وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِى
وَمَاليَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّلاَ
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبي وَعُدَّتِي
عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعًا مُتَوَكِّلاَ

تكملة متن الدرة المضيّة :

الْمُقَدِّمَة (9)
1
قُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَحْدَهُو عَلاَ

وَمَجِّدْهُ وَاسْأَلْ عَوْنَهُو وَتَوَسَّلاَ

2
وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ الأَنَامِ مُحَمَّدٍ 

وَسَلِّمْ وَآَلٍ وَالصِّحَابِ وَمَنْ تَلاَ

3
وَبَعْدُ فَخُذْ نَظْمِي حُرُوفَ ثَلاَثَةٍ 

تَتِمُّ بِهَا الْعَشْرُ الْقِرَاءَاتُ وَانْقُلاَ

4
كَمَا هُوَ فِي تَحْبِيرِ تَيْسِيرِ سَبْعِهَا 

فَأَسْاَلُ رَبِّي أَنْ يَمُنَّ فَتَكْمُلاَ

5
أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ ابْنُ وَرْدَانَ نَاقِلٌ 

كذَاكَ ابْنُ جَمَّازٍ سُلَيْمَانُ ذُو الْعُلاَ

6
وَيَعْقُوبُ قُلْ عَنْهُو رُوَيْسٌ وَرَوْحُهُمْ 

وَإِسْحَاقُ مَعْ إِدْرِيسَ عَنْ خَلَفٍ تَلاَ

7
لِثَانٍ أَبُو عَمْرٍو وَالاَوَّلِ نَافِعٌ 

وَثَالِثُهُمْ مَعْ أَصْلِهِي قَد تَّأصَّلاَ

8
وَرَمْزُهُمُ ثُمَّ الرُّوَاةِ كَأَصْلِهمْ 

فَإِنْ خَالَفُوا أَذْكُرْ وَإِلاَ فَأُهْمِلاَ

9
وَإِنْ كِلْمَةً أَطْلَقْتُ فَالشُّهْرَةَ اعْتَمِدْ 

كَذَلِكَ تَعْرِيفًا وَتَنْكِيرًانَ اسْجِلاَ




وقد سبق- بيان- شرح الأبيات في الدرس الأول، بالجداول لرموز القرا؛ء سواء كانت مجتمعة، أو منفردة، وكذلك تقدم شرح تراجم عن القراء، والرواة .
والدرس القادم نشرع بحول الله وقوته في باب الاستعاذة .