الدرس الثاني لشرح الشاطبية والدرة

بواسطة أٌم مالك يوم الخميس، 17 أبريل 2014 القسم :
                              بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني 

           بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ

تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَحِيمًا وَمَوْئِلاَ

         وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا
  مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ
          وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ
  تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ
          وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِمًا
  وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلاَ
          وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ
  فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ
          وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةً
  جَدِيدًا مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ
          وَقَارِئُهُ الْمَرْضِيُّ قَرَّ مِثَالُهُ
  كاَلاتْرُجّ حَالَيْهِ مُرِيحًا وَمُوكَلاَ
         هُوَ الْمُرْتَضَى أَمًّا إِذَا كَانَ أُمَّةً
  وَيَمَّمَهُ ظِلُّ الرَّزَانَةِ قَنْقَلاَ
         هُوَ الْحُرُّ إِنْ كانَ الْحَرِيَّ حَوَارِيًّا
   لَهُ بِتَحَرّيهِ إلَى أَنْ تَنَبَّلاَ
          وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ
   وَأَغْنى غَنَاءٍ وَاهِبًا مُتَفَضِّلاَ
         وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ
   وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
         وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ
   مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
        هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً
   وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يجتُلَى
         يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ
   وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ
       فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكًا
    مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
      هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِدَاكَ عَلَيْهِما
   مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
     فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ
   أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ
    أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى
   حُلاَهُمْ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ
    عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِسًا
   وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلاَ
    جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً
   لَنَا نَقَلُوا القُرْآنَ عَذْبًا وَسَلْسَلاَ

الشرح :
البداءة بالبسملة هي شأْن جميع المؤلفين , اقتداءً بكتاب الله حيث أنزل البسملة في ابتداء كل سورة واستناداَ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ثنى بالصلاة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأهله الأدنون وصحابته وعلى من تبعهم واقتدى بهم في أعمالهم وأخلاقهم وثلث بإثبات الحمد دائما لله سبحانه  ثم أخبر أن حبل الله فينا هو كتابه الكريم فجاهد أيها القارئ بهذا الكتاب وبما تضمنه من أدلة وبراهين لتصيد خصومك حال كونك متحبلا ًبالقرآن أي جاعله حِبالة تصيدهم بها إلى الإيمان والحق وشبه قارئ القرآن العامل به كالأُترج في حاليه الإراحة والطعم وأن قارئ القرآن مرضيٌّ قصده مخلصة نيته فيكون بمثابة أُمّة للأنه لم يستعبده الهوى ولم تسترقه الدنيا كونه مخلصاَ نيته لله موجهاَ إليه جميع حواسه وشعوره إلى أن ينبغ في العلم أو إلى أن يموت .
والقرآن الكريم خير جليس لا يسأم من حديثه لمن تلاه حق التلاوة وتدبر معناه ولما فيه من زيادة القارئ تجملا ًلما يقتبس من أخلاقه وآدابه كما يناشد القرآن ربه أن يعطي قارئه من الأجر والمثوبة ما تقر به عينه وذكر صفات أهل الله إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم "إن لله أهلين من الناس" قيل من هم يارسول الله (قال أهل القرآن أهل الله وخاصته )أخرجه البزار وابن ماجه .
وأهل القرآن هم أصحاب الخير والإحسان والصبر على الطاعات والبعد عن المحرمات وصفاتهم جاء بها القرآن مفصلا فجزى الله أئمة القراءة الذين نقلوا لنا القرآن نقلا عذبا لم يزيدوا ولم ينقصوا منه كلمة أو حرفا ًبل نقلوه بألفاظه وحروفه التي تلقوها عن غيرهم بالسند الموصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

أما مقدمة الدرة فهي مثل مقدمة الشاطبية لأن الناظم كذلك بدأ بالحمد إلا أنه بدأه مأموراً به حيث قال
"قل الحمد لله"لترغيب القارئ في الإبتداء به في كل أمروكذلك الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والآل والصحاب وتقدم شرحها فقال الناظم ابن الجزري رحمه الله:

1-      قل الحمد لله الذي وحده علا             ومجده واسأل عونه وتوسلا
2-      وصل على خير الأنام محمد           وسلم وآل والصحاب ومن تلا
3-      وبعد فخذ نظمي حروف ثلاثة          تتم بها العشر القراءات وانقلا
4-      كما هو في تحبير تيسير سبعها         فأسأل ربي أن تمن فتكملا


يتبع بإذن الله